محكمة الجرح ..الجلسة الأولى

اسمعني

لا وقت لدي

ولا وقت لديك

فلن أعذبك

ولن تعذبني

فقط أسمعني

سجل في دفاترك

أني كلما أحببتك تمنعني

وأني كلما اقتربت تدفعني

أني عملت كل ما بوسعي

فلم يكفيك ولم ينفعني

بل زدت في تعذيبي

وصببت فوق الجرح لهيبي

ومزقت كل أوراقي

وقلت قسمتي ونصيبي

فلما تريد أن ترجعني



اسمعني

لا داعي للكذب فقد مللت

بما أني لا أعني لك فلما سألت

ولما الرسائل ..والقصائد ..بعدما انتهيت

أتريد استعادة ملكك ..لزمن عبوديتي اشتقت

لا..انسى هذا ..لن أركض باتجاهك لتقذفني



اسمعني فقط أسمعني

أحببتك زمناً ...

وتمنيتك عمراً ..

أهملت نفسي لتظهر..

ساعدتك سراً وجهراً..

ماذا أصابني

فضحتني ..



أسمعني

أجل بحت بهواي أمام الجميع

وقلت تركض ورائي ..وقتي معها يضيع

وزدت بهجائي ..ونعتني بأني كما الطفل الرضيع

الذي يريد أن يكون مع أبيه كلما ذهب ليشتري أو يبيع

أجل عرفت بكل هذا ..

للأسف سمعته


فاسمعني

أنا لم أتغير من ناحيتك بل حبك داخلي باقي

ولم يزد تجريحك سوى العبث بقلبي وأشواقي

فأخذت من طعناتك طعماً أُغذي به أوراقي

أجل كنت أستغل جرحك ..لصالحي

لأجل أن أكمل تسطير مقالاتي

فأكون من جرحك شاعرة

ومن غدرك شاعرة

فأكون من مَّنِك عليّ سيدة المجتمع الراقي


اسمعني فقط أسمعني

لا أريد منك أي دفاع عن النفس

صدقني لن يفيدك فلن يتراجع اليوم ليعود الأمس

ولن تجد كأس فارغاً لتزيد من جرحك ملأ الكأس

سبق وملأته وأنا أفرغته من كل نحس

أصبحت غير ما عرفتني ..تمردت على جرحك

على ظلامك ..أصحبت أنــا الشمس



أسمعني

بالهدوء نتفاهم

خذ مقعدك أمامي

وأجلس بوجهي وأنظر إليّ

وأخبرني

ماذا تقول بالإتهامات الموجه إليك

أين وسلة الدفاع

أين المحامِ ..

بدون خداع ..

أين الورق الذي يثبت

أنك لم تكن تشتري القصائد حين تُباع

وتأتني بها ..على أنها من جرحي لك

فأنزف من رقة إحساسك ..وأنصاع

وأعود بين يديك طفلة ..

تحركها كيفما تشاء

تارة بالدنو ..وتارة بالإرتفاع

قدم إثباتك لمحكمة الضمير

لقلبي

لي

فأنا اليوم ضميرك الذي سبق وجرحته بيدك قدر المستطاع

هل تسمعني

الآن أسمعك

تكلم

أين صوتك ..أين الكلام الذي كنت تجرحني به لتـُطاع

المتهم

لا يتكلم

يظن أنه بحلم

وأنه لا يتألم

سيدي يا من كنت سيدي

أستيقظ

رفعت المحكمة

وعليك أن تنفذ

حكم البُـعد ..

والجرح بالجرح

عليك أن تقر

بجرحك وبالغدر

ومع هذا

قلبي سامحك

وجرحني

فاسمعني ...أو لا تسمعني